أظهر
استطلاع للرأي العام الأمريكي تراجعا جديدا في
شعبية الرئيس دونالد
ترامب إلى أدنى مستوى منذ بدء ولايته الثانية، في مؤشر على تصاعد حالة الاستياء الشعبي من أدائه الداخلي والدولي، رغم تأكيده المتكرر أن شعبيته "في أعلى مستوياتها على الإطلاق".
ووفقاً لاستطلاع أجرته شبكة “سي إن إن” بالتعاون مع مؤسسة “إس إس آر إس” فإن نسبة تأييد ترامب بلغت 37% فقط، وهي الأدنى في ولايته الثانية، مقابل 63% عبروا عن عدم رضاهم عن أدائه، وهي أعلى نسبة رفض منذ توليه المنصب.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه الأرقام تتقارب مع مستويات تأييده البالغة 36% في المرحلة نفسها من ولايته الأولى، معتبرة أن الحزب الديمقراطي يستفيد من هذا التراجع لتقوية موقعه الانتخابي.
وفي استطلاع آخر أجرته مجلة "ذي إيكونوميست" ومؤسسة يوغوف (YouGov) بين 24 و27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قال 39% من الأمريكيين إنهم راضون عن أداء ترامب، مقابل 58% عبروا عن عدم رضاهم، ما يجعلها أدنى نسبة دعم له منذ مطلع ولايته الثانية.
ورغم ذلك، واصل ترامب تأكيده أن شعبيته "في أعلى مستوياتها"، قائلا للصحفيين، 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن أرقامه في الاستطلاعات “هي الأفضل في حياته السياسية”، وهو تصريح كرره عبر منصته "تروث سوشال"، في وقت تظهر فيه غالبية الاستطلاعات اتجاها تنازليا واضحا منذ توليه المنصب في كانون الثاني/يناير الماضي.
وبحسب استطلاع رويترز/إبسوس الذي أجري في الفترة نفسها، قال 40% من المشاركين إنهم يؤيدون أداء ترامب، مقابل 57% لا يوافقون، في تراجع نقطتين مئويتين عن منتصف الشهر. كما أظهر استطلاع Morning Consult الأسبوعي استقرار التأييد عند 46% مقابل 51% لا يرضون عن أدائه.
اظهار أخبار متعلقة
أزمات داخلية تضعف صورة ترامب
يأتي تراجع التأييد وسط استمرار الإغلاق الحكومي الذي بدأ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق حول خطة الإنفاق الفيدرالية. وألقى 39% من الأمريكيين باللوم على الحزب الجمهوري في الأزمة، مقابل 31% حملوا المسؤولية للديمقراطيين، فيما رأى نحو ربع المستطلعين أن الطرفين يتحملان الذنب معا.
كما أثارت خطوة ترامب الأخيرة بنشر الحرس الوطني في شيكاغو رغم اعتراض حاكم الولاية الديمقراطي، جدلا واسعا، ضمن حملته للحد من الجريمة في المدن الكبرى.
منحى تنازلي
تظهر البيانات المجمعة من مؤسسات استطلاع مختلفة — بينها ذي إيكونوميست /يوجوف٬ ورويترز/إبسوس٬ وسي ار اس/يوغوف٬ ونيويورك تايمز/سيينا٬ أن تأييد ترامب يشهد انحدارا بطيئا ومستمرا منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
ففي مطلع الشهر ذاته، بلغ معدل تأييده نحو 46%، قبل أن يتراجع إلى 43% بنهاية أيلول/سبتمبر. أما استطلاع واشنطن بوست/إيه بي سي نيوز/إبسوس فقد أظهر أن 43% فقط يوافقون على أدائه، مقابل 56% يعارضونه، وهي نتائج مماثلة لما سجلته مؤسسة غالوب التي حددت متوسط شعبيته في ولايته الثانية عند 42%.
وتشير هذه الأرقام إلى أن شعبية ترامب ظلت الأدنى بين رؤساء الولايات المتحدة الحديثين، إذ لم يتجاوز متوسط تأييده في الولايتين 41%، مقارنة بـ 42% لجو بايدن و45% لهاري ترومان و46% لجيمي كارتر، ما يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين ترامب والرأي العام الأمريكي مع اقتراب انتخابات 2026 النصفية.