أكدت مصادر ميدانية في مدينة
الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مقتل
قيادي بارز في حركة العدل والمساواة
السودانية، خلال مواجهات عنيفة بين الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع، في أحدث جولات الصراع المتصاعد غرب البلاد.
وقالت مصادر الحركة، إن جوليوس عيساوي، عضو اللجنة الإعلامية بحركة
العدل والمساواة ونائب الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح،
قُتل صباح الجمعة، أثناء
معارك شرسة شهدتها أطراف مدينة الفاشر.
ونعى القيادي في الحركة معتصم أحمد صالح، وزير الموارد البشرية
والرعاية الاجتماعية في الحكومة الانتقالية، زميله الراحل، مشيدًا بما وصفه
بـ"دوره البطولي في الدفاع عن قضايا الكفاح العادل إلى جانب القوات
المسلحة"، وفق ما نقلته صحيفة الراكوبة نيوز.
تصعيد ميداني واسع
تشهد مدينة الفاشر منذ أيام تصعيدًا عسكريًا متسارعًا، حيث كثفت قوات
الدعم السريع هجماتها على مواقع الجيش في محاولة لإحكام السيطرة على المدينة التي
تُعد آخر معاقل القوات المسلحة في إقليم دارفور.
وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، فقد شنّت قوات الدعم السريع فجر الجمعة
هجومًا واسعًا من ثلاثة محاور ـ الشمالي، الغربي، والشمالي الغربي ـ سبقته عمليات
قصف مدفعي مكثف، واستخدام طائرات مسيرة استهدفت مواقع للفرقة السادسة مشاة، إضافة
إلى أحياء مدنية مكتظة بالنازحين.
وأضافت المصادر أن الجيش، مدعومًا بـ"القوة المشتركة"
و"المقاومة الشعبية"، تمكن من صد الهجوم بعد أكثر من أربع ساعات من
القتال العنيف، ملحقًا خسائر فادحة بالقوات المهاجمة، فيما تصاعدت أعمدة الدخان في
سماء المدينة وسط حالة من الذعر بين المدنيين.
تحالفات جديدة ومخاطر متصاعدة
انخراط حركة العدل والمساواة في القتال إلى جانب الجيش السوداني ليس
جديدًا، إذ أعلنت الحركة بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم في نوفمبر/تشرين
الثاني 2023، انضمامها رسميًا إلى المعارك ضد قوات الدعم السريع، معتبرةً أن ما
يجري "حرب وجود تهدد وحدة الدولة السودانية".
لكن مراقبين يرون أن مقتل أحد أبرز قيادات الحركة في الميدان يعكس
اتساع نطاق الصراع وتعقّد خريطة التحالفات، خصوصًا مع تزايد دور الفصائل
الدارفورية المسلحة داخل خطوط المواجهة.
وقد يدفع استمرار القتال في الفاشر ـ التي تؤوي مئات الآلاف من
النازحين ـ الإقليم إلى مرحلة انفجار إنساني خطيرة، في ظل غياب أي مؤشرات على تسوية
سياسية ووسط تدهور حاد في الوضع الإغاثي.
خلفية الصراع
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين القائد العام للقوات
المسلحة عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يقود
قوات الدعم السريع، يعيش السودان واحدة من أعنف أزماته السياسية والعسكرية منذ
الاستقلال.
ومع انتقال المواجهات إلى مدن دارفور الكبرى، تخشى منظمات حقوقية
وإنسانية من عودة سيناريوهات النزوح الجماعي والمجازر التي شهدها الإقليم في مطلع
الألفية، وسط غياب واضح لأي مبادرة دولية فعالة لوقف القتال.
اظهار أخبار متعلقة