اعتُقل الناشط البريطاني مايك هيغينز (62 عامًا)، الذي يستخدم كرسيًا متحركًا ويصف نفسه بأنه كفيف تمامًا مع إعاقات سمعية وجسدية إضافية، خلال مشاركته في تظاهرة صامتة نُظمت الشهر الماضي في ساحة البرلمان، احتجاجًا على حظر "
حركة فلسطين - Palestine Action".
وكان هيغينز قد رفع لافتة كتب عليها: "الأمر لا يتعلق بي. ولا يتعلق حتى بقوانين مكافحة الإرهاب. الأمر يتعلق بمحاولة وقف القتل في فلسطين". وأثار اعتقاله، الذي وثقته مقاطع فيديو شاهدها ملايين الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موجة انتقادات واسعة، حيث اعتبر أن ما جرى "يسلط الضوء بشكل صارخ على مدى إهدار الوقت والموارد الذي يمثله حظر حركة فلسطين بالنسبة للدولة ودافعي الضرائب وموارد الشرطة، والأهم من ذلك لفلسطين والدفاع عن شعبها".
وبحسب المنظمين، فقد انطلقت التظاهرة الصامتة عند الواحدة ظهرًا بتنظيم من منظمة "الدفاع عن هيئات المحلفين"، في الساحة الخضراء بساحة البرلمان. ورغم اعتقال عدد قليل من الأشخاص في البداية، فإن المظاهرة الرئيسية استمرت لفترة وجيزة، قبل أن تبدأ الشرطة، حوالي الواحدة والربع ظهرًا، بتنفيذ اعتقالات واسعة وسط المشاركين، بحسب ما ذكرت صحيفة "
الغادريان".
وأوضح هيغينز أن "الشرطة كانت تتقدم بشكل منهجي من خلف الحشود، وتخرج الناس وتلقي القبض عليهم". وفي الثانية ظهرًا، انتهت التظاهرة الصامتة، بينما بقي بعض الأشخاص في الساحة وغادر آخرون، قبل أن تواصل الشرطة اعتقالهم أثناء المغادرة. وأضاف: "وقف الناس، من استطاع منهم، وصفقوا وهتفوا، لكن الشرطة قررت رغم ذلك مواصلة الاعتقالات".
وأشار هيغينز إلى أنه كان يحمل اللافتة تحت ذراعه ولم يكن يرفعها، لكنه أُوقف وسُئل إن كان يعرف ما كُتب عليها، فأجاب بالإيجاب، ليُلقى القبض عليه بموجب المادة 13 من قانون الإرهاب لعام 2000. وأفاد بأنه اقتيد عبر الساحة رغم وجود درج أعاق خروجه، مما أدى إلى تجمع حشود كبيرة حول الضباط الذين هتفوا: "عيب عليكم"، احتجاجًا على اعتقال رجل كفيف يعاني من إعاقة جسدية.
اظهار أخبار متعلقة
ونُقل الناشط إلى شاحنة شرطة مجهزة، حيث قال إن الأوضاع "أصبحت معقدة بعض الشيء"، مشيرًا إلى أنه طلب من الضباط نقله إلى مرحاض مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنه اضطر للانتظار 20 دقيقة قبل العثور على مكان مناسب.
وأكد هيغينز أن وضعه الصحي منعه من حضور مظاهرات كثيرة، إلا أنه شارك في الاحتجاج الأخير لشعوره "بشدة تجاه الإبادة الجماعية التي تُرتكب في فلسطين وتقصير القيادة الغربية في اتخاذ أي إجراء"، مضيفًا: "أعني كير ستارمر وزملاءه وسائر الغرب لمعالجة ما يُسمى بالمجاعة الجماعية والبؤس الذي يسببه الإنسان".
وأُفرج عن هيغينز بكفالة حتى تشرين الأول/ أكتوبر وأُبلغ بأن أي مراسلات مكتوبة يجب أن تُرسل إليه بطريقة برايل. وقال تعليقًا على ذلك: "سننتظر ونرى ما إذا كان هذا سيحدث"، مشددًا على أن الشرطة "ترغب في أن ينتهي كل هذا ولا تريد التورط في ما هو بوضوح عمل سياسي".
اظهار أخبار متعلقة
وتزامن اعتقال هيغينز مع إعلان أكثر من ألف شخص استعدادهم للمخاطرة بالاعتقال خلال احتجاج جديد ضد حظر "حركة فلسطين"، المقرر السبت المقبل، فيما اعتقلت الشرطة بالفعل خمسة متحدثين باسم منظمي الحدث.
وكانت السلطات البريطانية قد حظرت الجماعة في يوليو/تموز، بعد أن اقتحم ناشطون قاعدة "بريز نورتون" الجوية الملكية في يونيو/حزيران وقاموا بتشويه طائرتين عسكريتين باستخدام رذاذ الطلاء.