نتنياهو يهاجم حلفاءه في الغرب بعد تعهدهم بالاعتراف بدولة فلسطين
لندن- عربي2122-Aug-2508:28 AM
0
شارك
تحذيرات من أنّ استمرار الحرب يفاقم العزلة الإسرائيلية- الأناضول
تُشير التوترات
إلى اتساع الهوة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو وحلفائه الغربيين،
الذين ازداد انتقاد الكثير منهم لحرب الإبادة في غزة، التي دمرت مساحات شاسعة من
القطاع وأدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وفي محاولة
لربط تحرك زعماء عدد من الدول باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين وربطها بمزاعم ازدياد
حوادث "معاداة السامية"، وجّه بنيامين نتنياهو رسالتين شديدتي اللهجة
إلى زعيمي فرنسا وأستراليا، متهمًا إياهما بتأجيج الكراهية ضد اليهود بقرارهما
الاعتراف بدولة فلسطين.
وحدّد نتنياهو
موعدًا نهائيًا لقادة أستراليا وفرنسا لاتخاذ إجراءات ضد ما سماه "سرطان معاداة
السامية، داعيًا إياهم إلى "التحرك" قبل رأس السنة اليهودية في 23 أيلول/
سبتمبر، ويتزامن هذا التاريخ مع افتتاح المناقشة رفيعة المستوى للجمعية العامة
للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعترف الدولتان بدولة فلسطينية.
نتنياهو يعاني الارتباك وكتب نتنياهو
في رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:" دعوتكم لإقامة دولة فلسطينية
تُؤجج نار معاداة السامية". وقال نتنياهو: "إنها ليست دبلوماسية، بل
استرضاء، إنها مكافأة لحماس، وتُشجع أولئك الذين يُهددون اليهود الفرنسيين في
شوارعكم الآن"، وأثارت
الرسالة اللاذعة استنكارًا لاذعًا من قصر الإليزيه، الذي في بيان بالقول:
"فرنسا تحمي وستحمي دائمًا مواطنيها من الديانة اليهودية، هذه الأوقات تتطلب
الجدية والمسؤولية، لا الارتباك والتلاعب".
اظهار أخبار متعلقة
وفي أعقاب الخلاف
مع أستراليا بشأن نية كانبيرا دعم الاعتراف بدولة فلسطينية، اتهم نتنياهو الحكومة الأسترالية
بقيادة أنتوني ألبانيز بتصعيد التوتر الدبلوماسي الذي مثّل أدنى مستوى في العلاقات
بين البلدين، وأشار نتنياهو إلى أن مصدر الصراع ينبع من عدم قناعة الجانب
الأسترالي، بينما تقاتل إسرائيل لصالح الغرب، وفي مقابلة مع سكاي نيوز في أستراليا،
قال نتنياهو:" إذا كانت حماس تُبارك رئيس الوزراء الأسترالي، فهناك خطب ما".
وانتقد
نتنياهو في وقت سابق الثلاثاء، رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، واصفًا
إياه بـ"السياسي الضعيف"، بعد أن ألغت حكومته تأشيرة دخول نائب يميني
متطرف من ائتلاف نتنياهو الحاكم, فيما دحض وزير الداخلية الأسترالي اتهام نتنياهو
"بالضعف"، قائلاً لهيئة الإذاعة الأسترالية إن "القوة لا تُقاس
بعدد الأشخاص الذين يمكنك تفجيرهم أو بعدد الأطفال الذين يمكنك تركهم جائعين".
من جهتها،
قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ قالت إن: "للحكومة الحق في حماية
مجتمعاتها والدفاع عن جميع الأستراليين من الكراهية والأذى"، ومع ذلك، أكدت
وونغ أنه: "في وقت أصبح فيه الحوار والدبلوماسية ضروريين أكثر من أي وقت مضى،
تعزل حكومة نتنياهو إسرائيل وتقوض الجهود الدولية من أجل السلام".
أكثر من 140
دولة ستعترف بـ"دولة فلسطين" وأعلنت
المملكة المتحدة اعترافها المشروط بدولة فلسطينية إذا لم تستوفِ إسرائيل معايير
تشمل الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، كما صرّح رئيس الوزراء النيوزيلندي
كريستوفر لوكسون الأسبوع الماضي بأن نتنياهو "فقد السيطرة"، بينما صرّحت
رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن لصحيفة يولاندس بوستن بأن "نتنياهو
أصبح الآن مشكلة بحد ذاته".
وتعد أستراليا
وفرنسا من أحدث الدول الغربية التي أعلنت عن خططها للاعتراف بدولة فلسطين، كما
أعلنت كندا والبرتغال وأكثر من 140 دولة أخرى عن نوايا مماثلة.
فكرة
"جنون" نتنياهو نجحت داخليا، أشار سفير
إسرائيل في الدنمارك باروخ بينا في مقالة نشرها في موقع "زمان إسرائيل" إلى
أنه: "إذا أرادت إسرائيل الترويج لفكرة أن صاحب البيت قد جنّ، فقد
نجحت"، محذرًا من أن أصدقاء تاريخيين مثل بريطانيا وألمانيا باتوا يرغبون في
وضع إسرائيل في فوضى عارمة، وأضاف:" أن الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم
المتحدة في أيلول/سبتمبر قد يطلق موجة عقوبات دولية ستمتد إلى هيئات عديدة خارج
الأمم المتحدة، وقد تؤدي إلى طرد إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
ومسابقات "يوروفيجن" وغيرها من الهيئات والمؤسسات الدولية، فضلاً عن
الثمن الذي يدفعه المجتمع العلمي الإسرائيلي".
اظهار أخبار متعلقة
وفي سياق
متصل، قال معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، إن على الحكومة الإسرائيلية إعادة
النظر في استراتيجيتها تجاه قطاع غزة بعيدًا عن الخيارات المتطرفة المطروحة،
مؤكدًا أن استمرار الحرب أصبح أسوأ من أي بديل آخر، وبالتالي يجب وقفها فورًا مهما
كانت التكاليف.
وأضاف المعهد أن الحرب الجارية أدخلت إسرائيل في
أزمة دولية خانقة تهدد مكانتها على الساحة العالمية وتقوض علاقاتها الخارجية،
مشيرًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم عزلة إسرائيل ويعرضها لضغوط سياسية
غير مسبوقة.