أدانت كل من تشيلي وفنزويلا وكولومبيا وكوبا، الأحد، الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة على ثلاث منشآت نووية داخل
إيران، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ" للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فيما أصدرت دول عربية بيانات "خجولة" لم تدن فيها الهجوم، ولم يشر بعضها إلى الهجوم الأمريكي بشكل صريح.
تركيا
أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها العميق إزاء التداعيات المحتملة للهجوم الأمريكي على منشآت نووية في إيران، مبينة أن هذه الخطوة زادت من مخاطر اتساع رقعة الاشتباكات.
وذكرت الوزارة في بيان لها، أن تركيا كانت تحذر باستمرار من مخاطر اتساع رقعة الصراع الذي بدأ في المنطقة بسبب "العدوان الإسرائيلي"، وما نجم عن ذلك من تهديد أجواء الاستقرار والأمن فيها.
وأضاف البيان أن الهجوم الأمريكي على منشآت نووية إيرانية، الأحد، رفع خطر توسع رقعة الاشتباكات إلى أعلى مستوياته.
وحذر من أن تؤدي التطورات هذه إلى تصعيد النزاع الإقليمي إلى مستوى عالمي، مشيرا إلى عدم رغبة أنقرة في "وقوع هذا السيناريو الكارثي".
تنديد من روسيا والصين
أعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان، عن تنديدها بأشد العبارات للهجوم الأمريكي على منشآت نووية في إيران.
كما نددت الخارجية الصينية في بيان، بشدة بالهجوم الأمريكي على إيران، معتبرة إياه انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة.
أوروبا
دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، إيران إلى التوجّه نحو حل دبلوماسي موثوق، مؤكدتين أن امتلاك طهران لسلاح نووي سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الدولي.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إيران إلى اللجوء لحل دبلوماسي "موثوق" لإنهاء الأزمة الحالية، مشددة على أنه "لا ينبغي لطهران امتلاك القنبلة النووية مطلقاً"، وذلك في تعليق من أعلى سلطة تنفيذية في الاتحاد الأوروبي على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وقالت فون دير لاين، في منشور على حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "يجب ألا تحصل إيران أبداً على القنبلة النووية. الآن هو وقت اللجوء إلى حل دبلوماسي موثوق"، مضيفة: "لا سبيل لإنهاء هذه الأزمة إلا عبر طاولة المفاوضات".
تشيلي
من جانبه، قال رئيس تشيلي، غابرييل بوريك، في منشور على منصة "إكس"، إن بلاده تدين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران، مؤكدًا أن "استهداف محطات الطاقة النووية محظور بموجب القانون الدولي".
وأضاف: "تشيلي تدين هذا الهجوم. سندافع دائمًا عن احترام القانون الإنساني الدولي. امتلاك القوة لا يبرر استخدامها بما يخالف القواعد التي وضعتها الإنسانية لنفسها، حتى وإن كانت الولايات المتحدة. نطالب بالسلام، ونحن بحاجة ماسة إليه".
فنزويلا
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الفنزويلية على موقعها الإلكتروني، وصفت الهجمات بأنها "انتهاك واضح وغير قانوني" لمبادئ سيادة الدول والقانون الدولي.
وأضاف البيان: "قصف المنشآت النووية، بما يحمله من مخاطر جسيمة على الأرواح البشرية والتوازن البيئي في المنطقة، يُعد تصعيدًا بالغ الخطورة يهدد الاستقرار العالمي، وقد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة. إنه تهديد مباشر للسلام الدولي".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد البيان وقوف فنزويلا إلى جانب الشعب الإيراني، قائلاً: "جمهورية فنزويلا البوليفارية تدين بشكل قاطع وحازم الغارات التي شنّها الجيش الأمريكي على أهداف في إيران، بما يشمل منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية، وذلك بطلب من إسرائيل".
كولمبيا
أما وزارة الخارجية الكولومبية، فأعربت في بيان لها عن "قلق عميق" إزاء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ودعت جميع الأطراف إلى العودة للمفاوضات.
وقالت: "ترفض كولومبيا استخدام القوة الأحادية، خصوصًا حين تنتهك المبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وتهدد السلام والاستقرار الدوليين".
وأردفت: "نؤكد مجددًا أن منع انتشار الأسلحة النووية يشكّل ركيزة أساسية للأمن العالمي. ونؤمن بأن حماية السلم والأمن الدوليين لا يمكن أن تتحقق إلا عبر السبل السلمية".
كوبا
من جهته، أعرب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عن استنكاره للهجوم، محذرًا من أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط "خطير للغاية".
اظهار أخبار متعلقة
وقال في تصريح عبر "إكس": "هذا العدوان يشكل انتهاكًا جسيمًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويدفع البشرية نحو أزمة قد تكون عواقبها لا رجعة فيها".
تعليق دول عربيةوصرحت سلطنة عمان أن استهداف أمريكا لإيران يهدد "بتوسيع نطاق الحرب" ويمثل انتهاكا للقانون الدولي.
فيما قالت وزارة الخارجية السعودية عبر منصة إكس الأحد، إن المملكة تتابع "بقلق بالغ" تطورات الأحداث في إيران، داعية "المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حل سياسي يكفل إنهاء الأزمة".
وأعربت مصر، الأحد، عن قلقها "البالغ" إزاء التطورات الأخيرة في إيران، محذرة من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر.
وقالت بيان للخارجية، إن مصر "تعرب عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذى ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وأكد البيان رفض مصر أي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي، مشددا على ضرورة احترام سيادة الدول.
وجددت مصر، وفق البيان، تحذيرها من "مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر"، مؤكدة أن "الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية وليس الحل العسكري هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة".
أما قطر فقد حذرت من "تداعيات كارثية" على المستويين الإقليمي والدولي بسبب "التوتر الخطير" الذي تشهده المنطقة عقب قصف المنشآت النووية الإيرانية.
وقال بيان لوزارة الخارجة: "تأسف دولة قطر للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية وتتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة من خلال استهداف منشآتها النووية".
وشدد البيان على ضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، و"العودة فوراً إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة".
وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" إن الطائرات الأمريكية "أسقطت حمولة كاملة من القنابل" على تلك المواقع، قبل أن تغادر المجال الجوي الإيراني بسلام.
ومنذ 13 حزيران/ يونيو الجاري، تشن دولة الاحتلال عدوانًا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.