حقوق وحريات

نشطاء أجانب يتعرضون للاعتداء والتحرش من الأمن المصري في الإسماعيلية (شاهد)

السلطات المصرية أوقفت أكثر من 200 ناشط أجنبي لدى وصولهم إلى مطار القاهرة - جيتي
السلطات المصرية أوقفت أكثر من 200 ناشط أجنبي لدى وصولهم إلى مطار القاهرة - جيتي
شهدت محافظة الإسماعيلية شرق دلتا النيل، توترا وتصعيدا أمنيا إثر قيام قوات الأمن المصرية بإيقاف مجموعة من النشطاء الدوليين أثناء محاولتهم الوصول إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.

وكشفت مصادر حقوقية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة المصرية اعتدت على عدد من النشطاء بالضرب وسحبت جوازات سفرهم، مما أثار موجة استنكار واسعة من منظمات حقوق الإنسان والنشطاء العالميين.

وبدأت الحادثة حين حاولت مجموعة من النشطاء، بينهم أجانب من دول متعددة، الدخول إلى محافظة الإسماعيلية قادمين من القاهرة، تمهيداً للوصول إلى معبر رفح، حيث يعد معبر رفح المنفذ الوحيد غير الإسرائيلي لقطاع غزة، وهو موقع حساس يترقب العالم تحركاته خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية والسياسية هناك.


وأكدت ناشطة الكورية من المشاركات في قافلة الصمود التضامنية مع غزة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أن أفراد الأمن المصري هاجموا المجموعة بطريقة عنيفة، حيث تعرض بعض النشطاء للتحرش وسحب جوازات سفرهم دون توضيح الأسباب أو تقديم أي إشعارات رسمية.

وأوضحت أن الإجراءات الأمنية تضمنت إقامة حواجز متتالية على الطريق المؤدي إلى الإسماعيلية، مما زاد من صعوبة وصول النشطاء.

اظهار أخبار متعلقة


وحسب ما نقلته وكالة رويترز عن منظمين للقافلة، فقد تم توقيف حوالي 88 ناشطًا وتوقيفهم أو ترحيلهم من مناطق متفرقة، أبرزها حواجز تقع على بُعد حوالي 30 كيلومترًا شمال الإسماعيلية.

ونُقل عن أحد ناشطي القافلة – التي تضم مشاركين من أكثر من 80 دولة – أن الضباط المصريين "هجموا علينا بالعصي والضرب"، بل وتم التحرش الجنسي بعد اعتداءات جسدية، وفق رواية ناشطة كورية كانت من بين المعتقلين.


كيف وصل النشطاء إلى الإسماعيلية رغم التضييقات؟
وفقاً لمصادر محلية، تمكن النشطاء من الوصول إلى الإسماعيلية بعد وصولهم للقاهرة بتأشيرة سياحية، وتمكنوا من الإفلات من قوات الأمن بالمطار دون إظهار هويتهم وبعد رحلة شاقة من العاصمة القاهرة، مروا خلالها بعدة نقاط تفتيش أمنية، حيث واجهوا استجوابات مكثفة واحتجازات مؤقتة.

رغم هذه التحديات، اعتمد النشطاء على التنسيق مع منظمات حقوقية محلية ودولية، بالإضافة إلى التواصل مع وسائل الإعلام التي رافقت القافلة، لتسجيل أي تجاوزات أمنية تحدث في الطريق.

وقد أظهرت مقاطع فيديو وصور نُشرت عبر حسابات نشطاء وحقوقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد للاحتجازات والاعتداءات التي تعرض لها النشطاء، ما دفع إلى توثيق الحادثة ونشرها بشكل واسع.

وأثارت هذه الحادثة غضب منظمات حقوق الإنسان، حيث دانت منظمة العفو الدولية هذا التصرف، مؤكدة في بيان لها أن مثل هذه الإجراءات تعرقل عمل النشطاء وتعد انتهاكاً لحقوقهم في حرية الحركة والتعبير.

كما طالبت المنظمة السلطات المصرية بإطلاق سراح النشطاء ورفع الحواجز الأمنية غير المبررة التي تعرقل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.



اظهار أخبار متعلقة


من جانب آخر، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الداخلية المصرية حول هذه الواقعة، وهو ما زاد من حالة الغموض والتوتر في المنطقة.

ويشار إلى أن القافلة التي انطلقت فجر الاثنين، من العاصمة تونس، مرورا بليبيا يشارك بها أكثر من ألف ناشط من مختلف الانتماءات بينهم أطباء ومحامون ونشطاء من دول تونس، ليبيا والجزائر، وينتظر أن يلتحق بها نشطاء من دول أوروبية جوا.

وكانت السلطات المصرية قد أوقفت أكثر من 200 ناشط أجنبي من جنسيات مختلفة لدى وصولهم إلى مطار القاهرة أو في فنادقهم، على خلفية مشاركتهم في "المسيرة العالمية إلى غزة" على ما أفاد المتحدث باسم المسيرة سيف أبو كشك.

التعليقات (0)