في لقاء عقده الرئيس السوري أحمد
الشرع مع مجموعة من
النساء السوريات بمناسبة
عيد الأضحى المبارك، وبحضور زوجته لطيفة
الدروبي، استحضر الشرع جانباً من معاناته الشخصية خلال سنوات اختفائه، مسلطاً الضوء على قوة الأمومة وتضحيات الزوجة في وجه المحن التي عاشها.
وخلال حديثه الذي بثته وكالة الأنباء السورية "سانا"، قال الشرع إنه ابتعد عن منزله لسبع سنوات قاسية، دون أن تصل لعائلته أي معلومات تؤكد نجاته، مضيفاً: "كل المؤشرات كانت تدل على أنني في عداد المفقودين أو القتلى، حتى المقربون سلموا بالأمر، إلا أن قلب أمي ظل مؤمناً بأنني ما زلت حياً".
وتابع الرئيس قائلاً: "كانت والدتي تغسل ملابسي وتكويها وتضعها في مكانها باستمرار، رغم غيابي الطويل، وكانت مؤمنة بأنني سأعود ذات يوم. وفي لحظة رمزية، حطت حمامة بيضاء على شرفة غرفتي، فاعتبرتها بشارة خير منّي، وذهبت واشترت ملابس وأغراضاً استعداداً لاستقبالي".
وأضاف: "وبعد أشهر من تلك الحادثة، تمكنت من إرسال رسالة إليها، ومعها أعادت إلي ما اشترته، وتغير حالها بعد أن علمت أنني بخير، بعدما أنهكتها السنوات الماضية".
اظهار أخبار متعلقة
رفيقة درب الصعاب: لطيفة الدروبي
وفي كلمته، أشاد الشرع بالدور الكبير الذي لعبته زوجته لطيفة الدروبي، قائلاً إنهما تزوجا عام 2012، ومنذ ذلك الحين عاشا ظروفاً قاسية تنقلا خلالها بين 49 منزلاً، بمعدل منزل واحد كل ثلاثة أشهر تقريباً، وأضاف: "في كثير من الأوقات اضطررنا للعيش في المغارات أو حتى في مداجن، في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة القسوة".
وأكد الشرع أن زوجته مثلت نموذجاً حقيقياً لصمود المرأة السورية، قائلاً: "لطيفة كانت السند الحقيقي لي. لم تتخل عني يوماً، ووقفت إلى جانبي في أصعب المراحل، وتحملت معي مشقة التنقل المستمر وغياب أبسط مقومات الحياة. لقد كانت تجسيداً لصبر المرأة وتضحيتها".
شريكة النضال والبناء
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السوري أن المرأة السورية كانت ولا تزال عنصراً محورياً في مختلف المراحل التي مرت بها البلاد، من فترات المحن والحرب، إلى مرحلة التحرير وإعادة البناء، مشدداً على أهمية الاعتراف بتضحياتها وصمودها.
وأضاف: "المرأة السورية شريكة أساسية في كل مسارات العمل الوطني، سواء في البيت أو في الميدان، وتستحق كل التقدير على ما قدمته من تضحيات في سبيل الكرامة والصمود."