رغم
الأثمان الباهظة التي يدفعها
الاحتلال مقابل إبرام صفقة تبادل أسرى مع
حماس، لكنه
في نهاية المطاف، يجد نفسه مضطرا لدفعها، لأنه مطالب بأن ينظر للواقع بعينيه،
بعيدا عن الشعارات البرّاقة المخادعة.
وأكد ماتان
تسوري الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "هناك صلة مباشرة بين عدم تحمل
رئيس الوزراء
نتنياهو مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر، وما سبقها، وإصراره على عدم
التوصل لصفقة أسرى، ويبدو أنه لا يفهم أن حجم الثمن يساوي حجم الفشل، لكن كيف يمكن
له أن يقبل بدفع الثمن الذي يُلزمه بدفعه على أفعاله، إذا لم يُدرك مسؤوليته عنها،
كل شيء يبدأ من هنا، فهو يبحث عن طريقة سهلة ورخيصة لدفع ثمن فشل صعب ومكلف للغاية،
فشل شاركه فيه الجيش ومنظومة الأمن بأكملها".
وأضاف
في
مقال ترجمته "عربي21" أن "الأخطاء
الصغيرة ثمنها زهيد، والأخطاء الكبيرة تُدفع ثمنها غاليًا، كل طفل صغير يعرف هذا
"الثمن" في الحياة، صحيحٌ أنه من غير اللائق تلقي العقاب، ومن غير
اللائق دفع ثمن باهظ لم يكن له أي نية سيئة، لكن لا شيء بيدنا، علينا دفع الثمن،
مهما كان ثقيلًا ومحبطًا، فمن الأفضل للمختطفين العودة لديارهم، لكن نتنياهو لا
يعرف هذه القاعدة في الحياة، أو على الأقل يتظاهر بذلك، وكطفل صغير، يبحث عن
اختصارات أو حلول مريحة يعلم أنها غير ذات صلة، فلماذا نطيل كل هذا الوقت".
وأشار إلى أن "الدولة كلها أخطأت خطأً فادحًا في السابع من أكتوبر، لم تحمِ مستوطنيها
في غلاف غزة والمدن الجنوبية، وتحولت الحقول الجميلة بين مستوطنات القطاع وحدوده إلى
طريق سريع لعمليات الاختطاف إلى أنفاق حماس، ذهابًا وإيابًا، على متن التوكتوك
والشاحنات، وقد حملوا أكبر عدد ممكن منهم كالأغنام على ظهر الصندوق، ولم يكن هناك
من يوقف هذا الجنون، ولم يتخذ أحد أي خطوات مسبقة لوقف هذا الحدث الرهيب في الوقت
المناسب".
اظهار ألبوم ليست
وأوضح
أنه "الآن، بينما يقبع المختطفون في الأنفاق، فإنهم يبحثون عن "طرق سهلة"
لإخراجهم من هناك، مما يدفع للتساؤل: في أي نوع من العالم يعيش الائتلاف الحاكم،
لأن كل شيء يبدأ بعدم تحملهم مسؤولية أفعالهم، مع أن من يتحملونها يدركون أنه ليس
لديهم خيار سوى دفع ثمن ما فعلوه، إنها مسألة نضج وإنسانية، لكنهم ليس لديهم أي
منهما".
وأكد
أن "الثمن الباهظ للصفقة صحيح أنه محبط ومؤلم، لكننا مطالبون بدفعه على أي
حال، جميع ادعاءات معارضي الصفقة صحيحة ومفهومة، لكن في نهاية المطاف، يجب النظر للواقع
بعينين مفتوحتين، حتى عندما يكون غير سار وغير عادل، ففي بعض الأحيان لا يوجد خيار".
وأشار
أن "قيمة الحياة البشرية فوق كل اعتبار، وصرخة تحرير المخطوفين تنطلق من
الأنفاق، رغم تصريحات رئيس الوزراء التي تُشير لمدى انفصاله عن الواقع، لأنه حتى
الآن لم يقم بزيارة مستوطنات غلاف غزة، ويبدو أنه لا يُدرك معاناة المخطوفين حقًا،
ويروي لنفسه قصصًا جميلة، يجدها سهلة التصديق، لكن المشكلة الأصعب والأكثر إيلامًا
أننا نحن الممثلون في هذه القصة، نعيش الواقع كما هو، وليس من خلال عيون الراوي".