وصل رئيس الوزراء
الباكستاني، محمد
شهباز شريف، صباح الإثنين إلى مطار مهرآباد في العاصمة
الإيرانية طهران، في زيارة رسمية جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني مسعود
بزشكيان.
وكان في استقباله وزير الداخلية الإيراني، إسكاندر مؤمني، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها لرئيس الوزراء الباكستاني إلى إيران خلال العام الماضي، وتأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
جولة إقليمية تشمل أربع دول
تشكل زيارة شهباز شريف إلى إيران جزءًا من جولة دبلوماسية إقليمية تشمل أربع دول، هي تركيا، إيران، جمهورية أذربيجان، وطاجيكستان، بدأت أمس الأحد من أنقرة وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
وتهدف الجولة، وفقًا لمصادر دبلوماسية باكستانية، إلى تعزيز التحالفات الإقليمية وتكريس الرواية الجيوسياسية لإسلام آباد على الساحة الدولية.
وكان شهباز شريف قد صرّح قبيل بدء الجولة، في مقابلة صحفية، أن الهدف الأبرز من زيارته إلى طهران يتمثل في الإعراب عن تقديره للموقف الإيراني "السلمي والمتزن" إزاء التوترات الأخيرة بين باكستان والهند.
وفي اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الإيراني في 17 أيار/مايو الماضي، أعرب شريف عن امتنانه للجهود الإيرانية الرامية إلى تهدئة الأوضاع في شبه القارة الهندية، مشددًا على أهمية الحوار والوسائل السياسية في معالجة النزاعات بين الجارتين النوويتين.
اظهار أخبار متعلقة
توتر سابق في العلاقات
رغم المؤشرات الإيجابية الحالية، إلا أن العلاقات الإيرانية الباكستانية شهدت في كانون الثاني/يناير 2024 توترًا حادًا، عقب غارات جوية إيرانية استهدفت مواقع داخل إقليم بلوشستان الباكستاني، ما دفع إسلام آباد إلى استدعاء سفيرها من طهران، ورفض عودة السفير الإيراني الموجود حينها في بلاده.
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بالوش، الهجمات الإيرانية بأنها "انتهاك صارخ وغير مبرر للسيادة الباكستانية"، مشيرة إلى أن هذا الفعل يمثل خرقًا للقانون الدولي ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت أن بلادها تحتفظ بحق الرد، محملة طهران المسؤولية الكاملة عن تداعيات تلك العمليات.
كما أعلنت الخارجية الباكستانية في بيان مصور أنها قررت تعليق جميع الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين حتى إشعار آخر.
غارات إيرانية تستهدف جماعة "جيش العدل"
في 16 كانون الثاني/يناير 2024، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية مقتل طفلين وإصابة ثلاث فتيات في غارة إيرانية استهدفت منطقة بانجغور في إقليم بلوشستان، وهو ما زاد من تعقيد الوضع بين الجانبين.
من جانبها، ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية أن الضربات الجوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة "جيش العدل" المسلحة، والتي تُدرجها طهران على قوائم الإرهاب.
وأوضحت أن العملية نُفذت باستخدام صواريخ ومسيّرات، وجاءت ردًا على هجوم مسلح سابق على مقر للشرطة الإيرانية في مدينة راسك، أدى إلى مقتل 11 عنصرًا من قوات الأمن.
اظهار أخبار متعلقة
جماعة "جيش العدل".. الخصم المشترك
تأسست جماعة "جيش العدل" عام 2012 في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني، ويقودها عبد الرحيم ملازاده المعروف باسم "صلاح الدين فاروقي"، المولود عام 1979 في مدينة راسك. وتُعرف الجماعة بتبنيها خطابًا مسلحًا للدفاع عما تسميه حقوق البلوش وأهل السنة في إيران.
وتتهم طهران الجماعة بتنفيذ سلسلة من الهجمات المسلحة، من أبرزها الهجوم الذي استهدف مركزًا للشرطة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وأسفر عن مقتل عدد من أفراد الشرطة الإيرانية.