أثارت مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
بوجود إبادة جماعية للبيض، في
جنوب أفريقيا، غضب مواطنيها، وقالوا إن رحلة الرئيس
سيريل رامابوسا، إلى واشنطن لم تكن تستحق العناء.
وضم رامابوسا لاعبي
جولف ذوي بشرة بيضاء يتمتعون بالشعبية في جنوب أفريقيا إلى وفده، وكان يأمل أن
تؤدي المحادثات مع ترامب في البيت الأبيض أمس الأربعاء إلى إعادة ضبط العلاقات مع
الولايات المتحدة التي تدهورت منذ تولي الرئيس الأمريكي ترامب منصبه في يناير /كانون الثاني.
لكن ترامب أمضى معظم
المحادثة في مواجهة زائره بالادعاءات بأن مزارعي الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا
يتعرضون للقتل المنهجي ومصادرة أراضيهم، رغم تأكيدات الرئيس الجنوب أفريقي، أن
هناك قانونا في البلاد لا يسمح بالانتهاكات.
وكتبت ريبيكا ديفيس من
صحيفة ديلي مافريك "لم يتحول إلى زيلينسكي آخر... لم يتعرض لإهانة شخصية من
قبل أفظع ثنائي متنمر في العالم".
وبالنسبة إلى البعض،
أثارت رباطة جأش رامابوسا تساؤلات حول ما تحقق جراء تعرضه للانتقاد.
وقال سوبيلو موثا (40
عاما)، العضو في إحدى النقابات العمالية، في شوارع جوهانسبرج "نحن ... نعلم
أنه لا توجد إبادة جماعية للبيض. لذا كانت تلك الزيارة بلا جدوى بالنسبة لي".
ووصل رئيس جنوب
أفريقيا مستعدا لاستقبال غير ودي، نظرا للإجراءات التي اتخذها ترامب في الأشهر
القليلة الماضية، إذ ألغى المساعدات لبلده، وعرض اللجوء على الأقلية البيضاء وطرد
سفير البلاد وانتقد قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها على الاحتلال أمام محكمة
العدل الدولية.
اظهار أخبار متعلقة
لكن ترامب أراد فقط
طوال الوقت مناقشة معاملة
البيض في جنوب أفريقيا وعرض مقطع فيديو وتصفح مقالات قال
إنها تثبت مزاعمه.
ودافع المتحدث باسم
وزارة الخارجية كريسبين فيري عن طريقة تعامل رامابوسا مع اللقاء، قائلا إن من المهم
أن يتحاور الزعيمان.
وأضاف "ليس من
طبيعة الرئيس رامابوسا أن يكون متحفزا. إنه ينظر إلى القضايا بهدوء وواقعية. أعتقد
أن هذا ما نتوقعه من رؤسائنا".
وبعد مرور ثلاثة عقود
على نهاية نظام
الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، تتحسر بعض الجماعات المهمشة على
فقدان سلطة ذوي البشرة البيضاء كنتيجة لتطبيق الديمقراطية وتشير إلى استمرار
الأزمة الاقتصادية والفساد.
ويشكل البيض في جنوب أفريقيا أقل من ثمانية بالمئة من السكان، ولا يزالون المجموعة الأكثر ثراء، إذ
يسيطرون على ثلاثة أرباع الأراضي الخاصة. وفي حين أن جنوب أفريقيا بها واحد من
أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، حوالي 20 ألف جريمة قتل سنويا، فإن معظم
الضحايا من السود.
ولا تدعم البيانات
التي جمعها المزارعون البيض أنفسهم فكرة الإبادة الجماعية، فقد أحصى اتحاد
المزارعين في جنوب أفريقيا مقتل 1363 مزارعا أبيض منذ 1990، أو بمعدل 40 مزارعا في
السنة، أي أقل بكثير من واحد بالمئة من إجمالي جرائم القتل.