كانت محاولات الثلة الحاكمة المُمثِلة للشعب
السوري، والتي تصدرت عملية الإزاحة لحكم الأسرة العلوية الممتد منذ 54 عاما وحتى
هروب "بشار
الأسد" حاملا معه -كعادة اللصوص- ما خف وزنه وفحُش ثمنه في 8
كانون الأول/ ديسمبر 2024، ولا تزال، للخروج من النفق المظلم؛ بمعالمه مثل الصراعات
العِرقية والمذهبية مع التبعية المقيتة للقوى الدولية والإقليمية -دعك من الممانعة
المكذوبة!!- وتبعية الأسد كانت لا من أجل الأمن القومي لسوريا، بل لضمان امتداد حكم
الأسرة الجاثم على صدر الشعب السوري منذ حكم الأب "حافظ" عام 1970.
وحسنا فعلت حكومة "
الشرع" التي قادت
الثورة على دمشق قادمة من إدلب؛ بالشراكة الاستراتيجية المُوَفقة مع تركيا، تلك
الجارة الكبيرة التي تُحسن إنجاح التفاهمات البينية التي تضمن مصلحة الدولتين،
والمساعدة على دعم انطلاق
سوريا الجديدة غير المُقيّدة بما ترغبه بعض القوى
الإقليمية والدولية من الصراعات العِرقية والدينية، وقيد المطامع التي تُحرّك بعض
قيادات الطوائف البارعة في الاختفاء خلف الطائفة التي تمثلها؛ لكنها في الحقيقة لا
تسعى سوى لمصالح زعامتها وتدفئة حساباتها البنكية المدفوعة والمُحولة إليها من
السيد الراعي -أو من أحد وكلائه الإقليميين-!..
وثمّة قوى إقليمية ودولية وأخرى محلية قد أزعجتها
ما آلت إليه الأمور في سوريا الجديدة، والتي تعتبر -ولا شك- تهديدا لمصالحهم وتقويضا
لأحلامها، بعدما عاشت هذه القوى هانئة بمصالحها في ظل حكم عائلة الأسد! وبديهي أن
تنشط غرف العمليات من أجل إفساد التجربة وحمل الشعب السوري على الكفر بالحرية التي
دفع ثمنها، ليعود إلى حظيرة الاستبداد خانعا مطأطئ الرأس كما حدث مع بعض الأقطار
المجاورة!
ثمّة قوى إقليمية ودولية وأخرى محلية قد أزعجتها ما آلت إليه الأمور في سوريا الجديدة، والتي تعتبر -ولا شك- تهديدا لمصالحهم وتقويضا لأحلامها، بعدما عاشت هذه القوى هانئة بمصالحها في ظل حكم عائلة الأسد! وبديهي أن تنشط غرف العمليات من أجل إفساد التجربة وحمل الشعب السوري على الكفر بالحرية التي دفع ثمنها، ليعود إلى حظيرة الاستبداد خانعا مطأطئ الرأس كما حدث مع بعض الأقطار المجاورة
استنفار الأطراف الرافضة ضد الخروج السوري من
النفق المظلم!
الكيان الصهيوني
ومن سواه يرفض كافة مظاهر الحرية لشعوبنا
العربية؟! ومن سواه يكشف للمخدوعين الممانعة المكذوبة لنظام الأسد والحب الذي جمع
الصهاينة بالنظام المخلوع؟! ومن سوى الصهاينة يفضحون الدور الكبير الذي قامت به
عائلة الأسد في حماية أمن
إسرائيل من خلال الجيش السوري العربي المُراقب للجولان
والباطش بكل من تسول له نفس المساس بأمن إسرائيل؟!
وللعجب، فقد بلغ الكِبر مبلغه من الحكومة الائتلافية
الحالية بقيادة "بنيامين نتنياهو" بحيث يصرّح غير واحد منهم، رغم فشلهم
الذريع في القضاء على المقاومة وعجزهم عن استنقاذ أسراهم في غزة، بأنهم لن يسمحوا
بأن تتوحد سوريا! وأن إسرائيل مستنفرة لتلبية دعوة زعيم
الدروز في الأرض المحتلة "موفق
طريف" لحماية الدروز في سوريا. وعليه فقد شن جيش الاحتلال هجوما متواصلا على
القواعد العسكرية وعلى المدن السورية، بالتزامن مع بعض القلاقل التي قادتها مجموعات
من الدروز السوريين، قريبة من الزعيم الديني "حكمت الهجري"، في بلدتي
"جرمانا" و"صحنايا".
زعماء الطوائف السورية
من المعروف أن الأرض السورية معقدة التركيب ما
بين عرب وكرد وتركمان، وسنة وشيعة ودروز، ومسلمين ومسيحيين، ومشكلة المشاكل ليست
في تلك التباينات وحدها، بل في الزعامات التي تسيّر أمر هذه المكونات وهؤلاء -كما أسلفنا-
لا يبالون بطوائفهم ولا أوطانهم، بل تغلبهم أحلامهم ومصالحهم الشخصية وعلاقاتهم
الخارجية وأولى هذه الطوائف:
ممثلو الأكراد: "قسد" جنبا إلى جنب
مع "بي كا كا"
ورغم أصالة الأكراد كأحد المكونات الرئيسة
لبلادنا العربية والإسلامية، إلا أن هذين التنظيمين قد جنحا إلى مجموعة من
التحالفات التي لا تضر بالأمن القومي السوري وحده، بل تضر بالأمن القومي العربي من
أساسه؛ حينما نعلم حميمية العلاقة بينهما وبين دولة الكيان الصهيوني وخلفه أمريكا،
وبديهي أن تتحرك تلك التنظيمات للحفاظ أولا على المكتسبات التي حققتها مستفيدة من
ضعف قبضة النظام المخلوع ومباركته تحركها لتحقيق الهدف المنشود للنظام وللغرب معا؛
وهو أن تصبح تلك التنظيمات رأس حربة للنيل من وحدة تركيا وفصلها عن محيطها العربي
والإسلامي، والقوى الغربية لا تريد أكثر من ذلك!
"طائفة الموحدين الدروز
على الثلة الحاكمة الاستعداد بالتحرك الاستباقي ضد كافة المؤامرات التي تحاك من قِبل الرافضين للخروج السوري من النفق المظلم
وهؤلاء في الشام (سوريا ولبنان وعرب 48 في الأرض
المحتلة والأردن)، ولقد نجح الكيان في عزلهم عن محيطهم العربي وتعظيم انتمائهم
للدولة العبرية وتجنيدهم دون سواهم من العرب في جيش الاحتلال، ولذا فقد أطلق "نتنياهو"
بعض التصريحات لتبرير الاعتداء على سوريا لحماية الدروز السوريين. ولا يعني ذلك أن
غالبية الدروز يدعمون ما ذهب إليه رئيس وزراء الكيان، ولقد تبرأ ممثلو الدروز في
السويداء وإدلب وريف دمشق وعلى لسان زعيمهم الشيخ "حمود الحناوي"؛ من دعوة
زعيم دروز الكيان وأعلنوا ولاءهم للدولة السورية على أكمل وجه.
فلول النظام السابق
وهؤلاء لا يدينون بدين وليست لديهم قيم يعيشون
من أجلها سوى مصالحهم التي تكفلت بها الأنظمة التي عاشوا في أكنافها، ومن أجلها
يبايعون الشيطان ويحرقون الأرض ويبيدون خضراءها إن تطلب الأمر ذلك! ولا تُجدي معهم
أي لغة سوى والملاحقة لحماية البلاد والعباد والأعراض ومن أجل اتقاء شرورهم.
وثمة أطراف أخرى نذكرها في حديث آخر قد آلمها
ضياع مكاسبها بإزاحة النظام العلوي عن حكم البلاد، وبانتزاع الشعب السوري حريته
وكرامته بعد قرابة 6 عقود كاملة؛ عاش خلالها تحت العنف والقهر والإذلال المُتعمّد
حتى يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وعلى الثلة الحاكمة الاستعداد بالتحرك
الاستباقي ضد كافة المؤامرات التي تحاك من قِبل الرافضين للخروج السوري من النفق
المظلم.