هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على مدى عقود، قامت العقيدة الأمنية الإسرائيلية على وهم "الوطن الآمن" الذي يوفّر ليهود العالم ملاذًا محصنًا ومستقرًا، يعوّضهم عن قرون من الاضطهاد. لكن مع زلزال 7 أكتوبر وتداعياته الأمنية والعسكرية، بدأت هذه العقيدة تتهاوى أمام واقع جديد يطعن في قدرة الدولة العبرية على حماية سكانها. فقد تلاشى الإحساس الجمعي بالأمان، وبدأت موجات الهجرة العكسية تتصاعد بشكل غير مسبوق، ما يعكس أزمة وجودية عميقة تهدد المشروع الصهيوني في جوهره، وتعيد طرح سؤال طالما أُجّل: هل إسرائيل حقًا وطن نهائي، أم محطة عابرة في ذاكرة الطيور المهاجرة؟
نحن نعيش اليوم نهاية حضارة عالمية تشكّلت منذ قرون وسببها نصرة الباطل واستعلاء الظالم على المظلوم، وهي الحضارة الغربية الحديثة التي بدأت مع النهضة الأوروبية واستمرت في التوسع حتى بلغت ذروتها بعد الحرب الباردة. لكن اليوم، نشهد أفول هذا النموذج، وصعود نظام دولي متعدد الأقطاب، يعيد توزيع القوة والنفوذ بين الشرق والغرب، وبين الدول الكبرى والقوى الإقليمية، داخل الأرض وخارجها.
أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، في بيان توضيحي، أن الصواريخ الباليستية التي تم تداول صور ومقاطع بشأنها على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تحلّق خارج المجال الجوي الكويتي وعلى ارتفاعات شاهقة، ولا تشكل أي تهديد على أراضي الدولة، وذلك في ظل تصاعد التوتر الإقليمي عقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، والتي دانتها وزارة الخارجية الكويتية بشدة، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة.
الانخراط العسكري المباشر سيعرض المصالح الأمريكية في الخليج ومضيق هرمز للخطر، خاصة إذا قررت إيران توسيع نطاق الرد وتحويل الصراع إلى مواجهة إقليمية متعددة الجبهات، مع احتمال تدويل الصراع، وتفعيل تحالفاتها المعروفة مع الفاعلين غير الدولتيين كالحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، وهو ما سيحول الصراع من صراع ثنائي إلى "نزاع جيو-إقليمي" قد يُفرز إعادة توزيع للأدوار والنفوذ في المنطقة.
في لحظة فارقة من اشتباك الجغرافيا بالسياسة والتاريخ، جاء "طوفان الأقصى" ليعيد ترتيب أولويات الإقليم، لا كعملية عسكرية فحسب، بل كحدث استراتيجي قلب موازين القوى وأربك خرائط التطبيع ومسارات التجارة الدولية، وفي مقدمتها "طريق الهند" الذي تموضع على أنقاضه مشروع إسرائيلي ـ سعودي مدعوم أمريكياً لعزل إيران وتهميش دورها. وبينما بدا أن طهران فوجئت بحجم الضربة، فإن مؤشرات عديدة توحي بأنها كانت حاضرة، تخطيطاً أو تسامحاً، في رسم المشهد الجديد، دفاعاً عن عمقها الاستراتيجي وشرعية ثورتها المرتبطة عضوياً بالقضية الفلسطينية، في مواجهة لعبة ممرات تحاول أن تُدار بمعزل عن موقعها المركزي في الشرق الأوسط.
لم يكن للسودانيين ما يتباهون به منذ أن نالت بلادهم الاستقلال في عام 1956، سوى أن بلادهم أكبر الدول العربية والأفريقية مساحة، وأن النيل، مسنودا بفروعه الكثيرة يشق أراضيه بالطول والعرض، وتم التفريط في تلك المساحة عام 2011، وصار الشق الجنوبي من البلاد دولة مستقلة، ورحلت الدولة الوليدة من حضن الوطن الأم، حاملة معها 75% من الغطاء النباتي ونحو 80% من الثروة النفطية.
هل ارتكبت حماس خطأ قياسيا ألحق ويلحق ضررا تاريخيا بالقضية الفلسطينية عبر عملية طوفان الأقصى؟ هل ثمة من تحكم بالقرار داخل الحركة ودفعها إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق في حجمه وقوته وأثره على إسرائيل لتبرير حرب إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني ولدفع ما تبقى منه إلى خارج فلسطين التاريخية؟
أصدر مركز الزيتونة للدراسات ورقة علمية بعنوان "سقوط نظام الأسد في سورية والقضية الفلسطينية: التداعيات والمآلات"، أعدها الباحث سامح سنجر. تسلط الورقة الضوء على التأثيرات الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي خلّفها سقوط نظام الأسد على اللاجئين الفلسطينيين في سورية..
ما شد الانتباه ولفت الأنظار إلى جانب التفاعلات الكونية الصاخبة مع الطوفان، مشهد التجلّي الهوياتي المنبثق بشكل لافت في خضم هذا الحدث الطوفاني. إذ بدت شعوب العالم في سياق هذا "الطوفان" الهادر، وكأنها تكتشف نفسها من جديد، هوية وانتماء واهتماما..
فوجئت إيران وبقية أطراف محور المقاومة بهجوم 7/10/2023، وبالرغم من ترحيبها وإشادتها به، فإنه قد وضعها أمام تحديات صعبة واستحقاقات دقيقة، قد تكون الأخطر التي واجهت المحور منذ تبلوره، ما يفسر حالة "المشاركة المدروسة" في أداء أطرافه من حيث حجم المشاركة في المعركة وتوقيتها، لكنها حسمت موقفها وتبنّت دور الإسناد للمقاومة الفلسطينية بمستويات متفاوتة.
عندما انطلقت شرارة الثورة في اليمن، كانت التوقعات تتجاوز الحُلم الفردي لكل يمني، بل امتدت لتلامس مستقبل بلد بأكمله. اليمن هذا البلد العريق كان على موعد مع التغيير، ووجد نفسه في قلب عاصفة من الآمال والإرادات المتناقضة، التي صهرت تطلعات الملايين في بوتقة من التحولات والتحديات الكبرى...
لم يكن "طوفان الأقصى" قاصراً على إسرائيل وحدها؛ فتأثيراته ممتدة زمانا ومكانا ومجالا إلى أبعد من غزة بكثير. وهذا ماكتبه باحثون إسرائيليون وغربيون عقب الطوفان، وأعادوا تأكيده بعد هذا السقوط السريع والمذهل لنظام بشار الأكثر قمعية في الشرق الأوسط..
في تغريدة لافتة قال الإعلامي السوري مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة، د. فيصل قسام "للتاريخ: اختلفوا واتفقوا مع "يحيى السنوار" كما تشاؤون، تجادلوا حوله كما تحبون، فهو مثير للجدل بكل تأكيد، لكن سأقول اليوم: إذا حاول أحد السوريين أو غيرهم أن يربط يحيى السنوار بالمشروع الإيراني فسأكون منزعجا جدا"..
من الشائع والمتداول في تصريحات مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين توعد حركة حماس بتفكيك قواها العسكرية، وإضعاف قدراتها القتالية، وأن لا يكون لها مكان في التالي لوقف إطلاق النار، وهو ما تتلقفه جهات وشخصيات عربية معارضة لخط المقاومة عموما، أو معارضة بشدة لعملية طوفان الأقصى على وجه الخصوص..
لا تكتسب المقاومة شرعيتها وتصبح مبرّرة من منطلق الجدوى والنجاعة، عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات. ولا تخضع دائما لمبدإ التكافؤ في موازين القوى. وليس المنتصر فيها دائما من يوقع الخسائر أكثر بالطرف المقابل وإنما من يتمسّك بقيمه..
أصدر معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI تقريره السنوي، والذي جاء عنوانه: "عام من الحرب: التقييم السنوي للشعب اليهودي عام 2024". وهو كما يقول كاتبوه: "تحليل أساسي يدرس مدى التأثير الإيجابي أو السلبي للأحداث والتطورات خلال عام على إسرائيل والعالم اليهودي.."..